الواقع السعودي يتميز بخليط من الهدوء و الضجه و ما قد يبدو أنه تناقض يثبته بطء التغيير من جهه و تصاعد الأصوات التي تثير الإنتباه مطالبة بالحقوق و صيانتها. مع إنتشار الإنترنت و ظهور شئ من تأثيرها على أرض الواقع في بعض القضايا المسكوت عنها من قبل الصحف المحلية، و بالذات من خلال المنتديات – ربما سابقا – و المدونات و الشبكات الإجتماعية كالفايسبوك غدت هناك فرصه للمتابع لكي يسمع بعض الحقائق المخفيه كالإعتقالات طويلة الأمد من غير تهم و المطالبات بمعاقبة من يخالف الأنظمه بغض النظر عمن يكن الفاعل .
وليد أبو الخير من طليعة الشباب الذين قدموا من خلال الكلمة المكتوبه في صحيفة اليوم – سابقا – و من خلال عمله الأهم من خلال مرصد حقوق الأنسان في السعودية نموذجا لبعض الفاعلين من الشباب السعودي الذي يثير الإعجاب و الأمل، ليس فقط لشباب اليوم بل و للأجيال الناشئه التي سيظهر منها أخرون كوليد بل و أكثر.
ما الذي فعله وليد لكي أحترمه و أقدره كثيرا؟
وليد من القله التي لم تكتف فقط بتعليق الجرس تجاه ما يحصل في السعودية من أخطاء و عيوب و إنتهاكات لحقوق الإنسان، بل جاوز الكلام بالفعل ليقف بنفسه في صف من تعرضوا لهذه الأخطاء موكلا عنهم و مدافعا في المحاكم عن حقوقهم. وليد أبو الخير لم يكتب فقط عن قضية الدكتور سعود الهاشمي و رفاقه، بل نشر للملأ ما يتعرض له هؤلاء في السجون. وليد سلك الطرق النظاميه للدفاع عن الدكتور الشميمري من خلال رفع قضية أمام ديوان المظالم و تم قبول النظر بها. وليد يجهر عاليا بالحق كما يراه، متحملا التهديدات و الوعيد و هروب “الأصدقاء” فقط لكي يرى شيئا يتغير في هذا المجتمع، لكي نعيش جميعا تحت دولة النظام و القانون و المساواة، هل هذا كثير؟
عن نفسي لا أعرف شابا سعوديا يدفع بإتجاه التغيير – بعيدا عن وسائل العنف و التفجير – كما يفعل وليد. قد يرى البعض أن ما يفعله وليد به من الخطر عليه الشئ الكثير متناسين أن التغيير لا يأتي مجانا أبداً أبداً.
سؤالي هو كيف يمكن أن يصبح لدينا المزيد من أمثال وليد؟